الخميس، 15 ديسمبر 2016

شرح نصّ: (حامي العرين، الخنساء)، محور 1: (الشّعر الجاهليّ)، 2016-2017

 أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي  شرح: حامِي العَرين  

 الخنساء معهد قرطاج حنّبعل    2 آداب 2016-2017  

الموضوعُ:

تَرْثِي الخنساءُ أخاهَا القتيلَ صخْرًا مُتفجِّعةً عليه مُعدِّدةً خصالَه.

الأقسامُ:

1- الأبيات [1-4]: ضميرُ المتكلِّم (الرّاثية).

2- البقيّة: ضميرا الغائب "هُوَ" والمخاطَب "أَنْتَ" (الـمَرْثيّ).

الألفـــاظُ:

- أَرِقْتُ: فعلٌ ثلاثيّ مجرّد (فَعِلْتُ) جذرُه (ء.ر.ق): ذَهَبَ عَنِّي النَّوْمُ، اِمْتَنَعَ عَلَيَّ النَّوْمُ لَيْلاً.

- مُهْتَضَمٍ: اِسمُ مفعولٍ (مُفْتَعَلٍ) فعلُه (اِهْتَضَمَ): مَظْلُومٌ، مُنْكَسِرٌ.

- الـهَيْجَاءِ: اِسمٌ مشتقٌّ (الفَعْلاَءِ) جذرُه (ه.ي.ج): الـحَرْبُ.

الشّـــرحُ:

1- التّفجُّعُ على الفقِيد:

- حضّت الخنساءُ، في ما يشبه الحوارَ الباطنيّ، عينَها على شديدِ البُكاء تعبيرا عن فرْطِ حُزنِها وسعْيا إلى تخفيفِ الألم عنها.

- تَستعِيدُ الرّاثيةُ لحظةَ تلقّيها الخبرَ الكريهَ كمَنْ لا يرغبُ في تصديقِ ما سمِع رفْضا للفاجعة وإنكارا لها.

- شكَتْ الشّاعرةُ الـمَكْلُومةُ عجْزَها عن النّوم، صدمةً وحُرقةً وفزَعا، منذ تَلقّت الخبرَ الجللَ.

- وَعدتِ الأختُ أخاها القتيلَ بأنْ تَفِيَ لذِكْراه وأنْ تَبكِيَه ما عاشتْ وأنْ تُعاديَ مَنْ عاداه إلى آخرِ رمق في حياتها.

2- تَعْدِيدُ خِصالِ الـمَرْثِيّ:

- كان الـمَرْثِيُّ عادلا مانِعا للظّالمين نصيرا للمُهْتَضَمِين. وكان يُشْعِل نارَ القِرَى عمْدا كي يَهتديَ بها المسافرون والتّائهون وعابِرُو السّبيل.

- صخرٌ رفيعُ النّسبِ، مُشرِقُ الطَّلْعة، عزيزُ الهِمّة، قويُّ الشّكيمة، حُرُّ النّفْسِ، آخذٌ بثأر بَنِي قومه. هو رجلٌ لا غِنًى عنه ولا نَظِيرَ له.

- لم يستطع الأعداءُ قتْلَ الفقِيد إلاّ عندما تَكتّلُوا ضدّه جماعةً: كان أعْتَى الفُرسان وأمْهرَ الـمُحاربين. لقد جمعَ صخرٌ بين خِصالِ القوّة المادّيّة وبين القيمِ الأخلاقيّة والإنسانيّة جَـمْعَ التّكامُل والانسجام. فبدا في الـمرثيّةِ صورةً للفتى الجاهليّ النّموذجيّ.

التّقويمُ:

- جاءتِ الحكمةُ في خِدمة الرّثاء. إذْ ساهمتْ، عبر تأكيدِ حتميّة الفناء، في تعزيةِ الرّاثية المتفجِّعةِ.

- عبّرت المراوحةُ بين ضميريْ الغائب (هُوَ) والمخاطَب (أَنْتَ) عن تَـمزُّق الشّاعرة بين تصديقِ الخبرِ المأساويّ خُضوعا لسُلطةِ الموت وبين الرّغبةِ في إنكاره عبْر 'إحياء' الفقيدِ العزيز شعريّا ومَـجازيّا.

- كشف غرضُ الرّثاء تفاعُلَ الجاهليّين مع فجيعةِ الموتِ والفناء وطُموحَهم الإنسانيَّ إلى الخلُودِ في عوالمِ القصيدة كلّما هزمَهمْ 'هادمُ اللّذّات': صار النّصُّ الشّعريّ فضاءً رمزيّا للحياةِ الأبديّة.

d عمَـــلا موفّـقا c


هناك 3 تعليقات:

Unknown يقول...

شكرا جزيلا جزاك الله خيرا 😘

Faouzia Chatti فوزيّة الشّطّي يقول...

جميعُ المعاني الّتي نقرّرها شفويّا أو كتابيّا تُستلهَم من الأساليب المستعملة في النّصّ. وأدرّب التّلميذَ على استنباط مضامين القول من كيفيّاته. لكنّي أفضّل في الصّياغة النّهائيّة أن أكتبَ جملا مكتملة حتّى أعالج ما أمكن من تفكّك التّعبير لدى المتعلّمين. يجب أن يخرج التّلميذُ من حصّة شرح النّصّ وفي ذهنه جملٌ مكتملة لا رؤوسُ أقلام ومركّبات معزولة.

Faouzia Chatti فوزيّة الشّطّي يقول...

لا شكر على واجب.