الجمعة، 15 أبريل 2016

شرح النّصّ: التّمهيد للمحور 4: (الرّومنطيقيّةُ في الأدب العربيّ الحديث)، 2015-2016



 b التّمهيد للمحور 4: الرّومنطيقيّة في الأدب العربيّ . معهد قرطاج حنّبعل . 15-2016 a
a أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي ³ الأقسام: 2 اق2 + 2 اق3 + 2 تك1 b
1-  ما الرّومنْــــــــــطيقيّةُ؟
-       هي تيّارٌ أدبيّ وفكريّ وفنّيّ مثّل ثورةً على المذهبِ الكلاسيكيّ الّذي يعتمدُ أساسا العقلَ والواقعيّةَ. ظهرتِ الرّومنطيقيّةُ لدى الغرب أواخرَ القرن الثّامنَ عشرَ. ثمّ انتشرتْ في باقي أنحاء العالم خاصّةً بعد الحربيْن الكونيّتيْن.
-       ركّز الرّومنطيقيّون على تصوير العواطف والمشاعر لأنّهم يُسْلِمُونَ القيادةَ إلى القلبِ لا العقلِ، كَتبُوا شعرا وجدانيّا غزيرا يعترفون فيه بما في النّفس، تَغنّوْا بالقيمِ الإنسانيّة السّامية مِنْ عدلٍ ومساواة وسِلْم، أدانُوا بشاعةَ الحروبِ وفظاعةَ الاستعمار، دافعُوا عن الحرّيّة الفرديّة ضدّ سُلطةِ المجموعة، اِسْتعادُوا الأساطيرَ القديمةَ الّتي منها استلهمُوا عديدَ الرّموزِ الشّعريّة، عَمدُوا إلى التّحليق في عوالم الخيال الرّحْبة بحثا عن اليقينِ وعن الأمانِ، آمنُوا بالأُخوّةِ الإنسانيّة بقطعِ النّظر عن اختلافِ الأعراق والأديان والمذاهب والأوطان، اِعتبروا الطّبيعةَ أُمًّا حاضنةً لجميع المخلوقات ومصْدرا أصليّا للإلهام الأدبيّ والفنّي وملاذا آمنا من 'وحشيّة الحياة المدنيّة' ومِن 'عفنِ الحضارة الحديثة'..
-       تَفلْسفَ التّيّارُ الرّومنطيقيُّ حتّى عارضَ كلَّ أشكالِ التّشدّدِ الأدبيّ والدّينيّ والأخلاقيّ. فكان حركةَ تـمرُّدٍ سِلْميّ حالِـمٍ ينقدُ الواقعَ ويُقاطِعُه أكثرَ ممّا يسعى إلى إصلاحِه أو تغييرِه.
2-  أعْـــــــــــــــلامُ المِـــــــــــــــحورِ:
-       جبران خليل جبران [1883-1931]: شاعرٌ وناثرٌ ورسّامٌ لبنانيّ من 'أدباء المهجر'، هاجر إلى 'الولايات المتّحدة الأمريكيّة'. كتبَ بالعربيّةِ والإنجليزيّة. من مؤلّفاته: «الموسيقَى»، «عرائسُ المروجِ»، «الأرواحُ المتمرّدةُ»، «البدائعُ والطّرائفُ»، «دمعةٌ وابتسامةٌ»، «الأجنحةُ المتكسِّرةُ»، «النّبيُّ»... اِنخرطَ في حركة تجديدِ الأدب العربيّ.
-       أبو القاسم الشّابّي [1909-1934]: شاعرٌ تونسيّ. لم يُتقنْ إلاّ العربيّةَ. ألَّفَ: ديوانَه «أغانِي الحياةِ»، دراستَه النّقديّةَ «الخيالُ الشّعريّ عند العرب»، «رسائلُ الشّابّي» الّتي بعثَها إلى صديقِه 'محمّد الحليوي'. اِرتبط شاعرُنا بعلاقاتٍ وثيقة مع أدباء المشرق. تَـميّز بحسٍّ نقديٍّ ثوْريٍّ ألَّبَ ضدَّه المحافظينَ مِن الأدباء ومِن رجال الدّين.
-       عليّ محمود طه [1902-1949]: شاعرٌ مصريّ. مِن مجموعاته الشّعريّة: «الملاّحُ التّائهُ»، «الوحيُ الخالدُ»، «مِيلادُ الشّاعرِ»، «أرواحٌ وأشباحٌ»، «أُغنيةُ الرّياحِ الأربعِ»، «شرقٌ وغربٌ»... كانَ قلَما يُعتدُّ به في النّهضةِ الأدبيّة مصريّا وعربيّا. غنّى له الموسيقارُ محمّد عبد الوهاب 'الجندولا' و'كليوباترة'.

-       إيليا أبو ماضي [1889-1957]: شاعرٌ لبنانيّ من 'أدباء المهجر'، هاجر إلى 'الولايات المتّحدة الأمريكيّة'. مجموعاتُه الشّعريّة: «تذْكارُ الماضِي»، «ديوانُ أبي ماضي»، «الجداولُ»، «الخمائلُ»، «تِبْرٌ وترابٌ». ساهمَ، مع جبران خليل جبران وميخائيل نُعيْمة ونسيب عَريضة وغيرهم، في تأسيس جمعيّة 'الرّابطة القَلَميّة' عامَ 1920 الّتي أصدرتْ مجلّةَ 'السّميرُ' وجريدةَ 'السّائحُ' ومجلّةَ 'الفنونُ'، عنايةً باللّغةِ العربيّة وبالأدباءِ العرب المهاجرين إنتاجا وأوضاعا. تَخطّى تأثيرُ أعضاء 'الرّابطة القلميّة' الحدودَ الجغرافيّة لِيصلَ مَداهُ كُتّابَ البلدانِ العربيّةِ.  b©a

نسخة ضوئيّة تقبل التّحميل