s أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي sتدريبٌ: المقال الأدبيّs الرّومنطيقيّةُ في الأدبِ العربيّs 2 آداب 2 s معهد قرطاج حنّبعلs ماي 2018 s
|
²
الموضوع:
«لَـجَأَ
الرُّومَنْطِيقِيُّونَ إِلَى أَحْضَانِ الطَّبِيعَةِ الـمُسَالِـمَةِ
السَّخِيَّةِ هُرُوبًا مِـمَّا يَعُجُّ بِهِ الـمُجْتَمَعُ البَشَرِيُّ مِنْ
فَوْضًى وَقَسْوَةٍ وَجَهْلٍ». حَلِّلْ
هَذَا القَوْلَ ونَاقِشْهُ مُعْتَمِدًا مَا دَرَسْتَ مِنْ نُصُوصِ الأُدَبَاءِ
الرُّومَنْطِيقِيِّينَ العَرَبِ.
I- المقدّمة:
-
تأطيرُ
الأطروحة:
زمنُ ظهورِ الأدبِ الرّومنطيقيّ في العالمِ، أهمُّ أعلامِ الرّومنطيقيّة
العربيّة، ثنائيّةُ الشّعرِ والنّثرِ...
-
إدراجُ
الأطروحة:
دمجُ نصِّ الأطروحة في سياق المقدّمة: [...
لَـجَأَ... وَجَهْلٍ].
-
التّصريحُ
بالمنهج:
الموضوعُ جدليٌّ: يتضمّن قسميْن: التّحليلُ [تَبنِّي
مضمونِ الأطروحة] + النّقاشُ [دحضُ الأطروحةِ جزئيّا].
II- الجوهر:
1- التّحليلُ: كان
لُجوءُ الرُّومَنْطِيقِيّينَ العربِ إِلَى أَحْضَانِ الطَّبِيعَةِ
الـمُسَالِـمَةِ السَّخِيَّةِ هُرُوبًا مِـمَّا يَعُجُّ بِهِ الـمُجْتَمَعُ
البَشَرِيُّ مِنْ فَوْضًى وَقَسْوَةٍ وَجَهْلٍ:
- اِعتبر الرّومنطيقيُّ الطّبيعةَ ملجأ آمنا مِن شرّ
الآدميّين الّذين أمعنُوا في العداءِ والتّناحُر والتّخريب: الحربان العالميّتان
مثّلتا صدمةً قاسية للفنّانين والأدباء ذَوِي الحسِّ الـمُرهَف: كان اللّجوءُ
إلى الفضاء الطّبيعيّ ردّةَ فعلٍ ثوريّة ساخِطة: [ذمَّ
الشّابّي المدينةَ رمزَ الشّرّ: 'مَاذَا أَوَدُّ
مِنَ الـمَدِينَةِ وَهْيَ غَارِقَةٌ ... بِـمَوَّارِ الدَّمِ الـمَهْدُورِ'؟ ص59].
- قارن الرّومنطيقيّون بين التّعايُشِ السّلميّ الّذي
تهنأُ به الكائناتُ في الطّبيعة وبين العلاقاتِ البشريّةِ العنيفة. اِختاروا
الطّبيعةَ لأنّها أقربُ إلى مبادئِهم الإنسانيّةِ المتعاطِفة مع الضّعفاءِ
المقهورين المهمَّشين حيثما كانُوا: [يتساءلُ
جبران عنْ سرِّ الحروب الوحشيّة ساخِرا مِن المتناحرِين مُتحسِّرا على الضّحايا:
'مَا عَسَى أَنْ يَصِيرَ إِلَيْهِ العَالَمُ بَعْدَ
أَنْ تَنْتَهِيَ الجَبَابِرَةُ مِنْ صِرَاعِهَا؟ هَلْ يَعُودُ القَرَوِيُّ إِلَى
حَقْلِهِ حَيْثُ زَرَعَ الـمَوْتُ جَمَاجِمَ القَتْلَى؟ ص63].
- هجَا الرّومنطيقيّون البشرَ الآثمين في حقِّ أنفسِهم
وفي حقّ جنّتِهم الأرضيّة الـمُباحَة: [أبو ماضي: 'يَا مَنْ يَحِنُّ إِلَى غَدٍ فِي يَوْمِهِ ... قَدْ بِعْتَ مَا تَدْرِي
بِـمَا لاَ تَعْلَمُ' ص83].
- بلغَ غضَبُ الرّومنطيقييّن على المجتمعِ البشريّ
الغارق في الفوضى والقسوة والجهل أنْ أعلنُوا القطيعةَ معه.
© لكنْ: لم يَكنِ الهروبُ مِن سلبيّةِ
الوجود الآدميّ هو السّببَ الوحيدَ الّذي ألْجأَ الرّومنطيقيّين إلى الطّبيعة.
2- النّقاشُ: لَـجَأَ الرُّومَنْطِيقِيّونَ إِلَى
أَحْضانِ الطَّبِيعَةِ الـمُسَالِـمةِ السّخِيّةِ لأسبابٍ أخرى:
- في أغلبِ الأحيانِ لم يكنْ لجوؤُهم ذاك هروبا
اسْتسلاميّا بل استراحةً مؤقّتة يُجدّدون فيها الطّاقةَ الذّهنيّة والنّفسيّةَ.
- الطّبيعةُ بما تزخرُ به مِنْ جمالٍ أخّاذ وانسجامٍ
بديع وقدرةٍ على التّجدُّد هي المصدرُ الأمثلُ للإلهامِ الفنّيّ والأدبيّ حسْب
الرّومنطيقيّين: [عليّ محمود طه: 'مَعْهَدِي
هَذِهِ الـمُرُوجُ، وَاُسْتَا ... ذِي رَبِيعُ
الطَّبِيعَةِ الفَيْنَانَهْ'. ص41 + الطّبيعةُ لدى جبران هي: 'مَلِكَةُ
الخَيَالِ'. ص33].
- حاول الأديبُ الرّومنطيقيُّ أنْ يَـحُثَّ البشرَ على
تطهيرِ نفوسِهم الآثمة بالتّأمّلِ في الجمالِ الطّبيعيّ الّذي يعكسُ المنحَ الإلاهيّةَ مِن حكمةٍ وسخاءٍ وعدل:
[يعاتبُ أبُو ماضي الإنسانَ الجاحِدَ لخيرات الخالق: 'كَمْ تَشْتَكِي وَتَقُولُ إِنَّكَ مُعْدَمُ ... وَالأَرْضُ مِلْكُكَ وَالسَّمَا وَالأَنْجُمُ. ص82].
III-
الخاتمة:
-
الطّبيعةُ
ركنٌ رئيسٌ في الأدب الرّومنطيقيّ: بها تُشكَّلُ الصّورُ الشّعريّة، منها
تُستَلهَمُ الفِكَرُ، على منوالِها يبني الفنّانُ كونَه الشّعريَّ.
-
بقدرِ ما
لجأ الرّومنطيقيّون إلى الفضاء الطّبيعيّ الرّحبِ، حَـملُوا أوجاعَ إخوتِهم في
الإنسانيّة حِرصا على تخفيفِ ما تيسّر مِنَ الألمِ والشرِّ والعدائيّة: حتّى لو
كان ذاك السّلوكُ هروبا مقصودا من مواجهةِ البُؤسِ، فإنّه يظلّ موقفا نقديّا
وثوريّا وإصلاحيّا.
☻²☻
|
هناك 3 تعليقات:
من فضلك مقدمة لخذا الموضوع
نملةُ الوادِي الخصِيب: اِقرؤوها، ولم تندمُوا.
https://namlatoalwadi.blogspot.com/
أرجو لكم عملا موفّقا.
لكن ما المقصود بـ "الانضمام إلى جامعة المنيا": كيف يكون الانضمامُ؟ ما المطلوب تحديدا ممّن ينضمّ؟
ملاحظة: أنا أستاذة عربيّة في التّعليم الثّانويّ، ولستُ جامعيّة.
مرحبا بكم في مدوّناتي.
إرسال تعليق