السبت، 21 يناير 2023

شرح نصّ: (قد أشكلَ علينا هذا الأمرُ، الجاحظ)، محور 3: (النّادرة)، 2022-2023


أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي شرح: 'قد أشكل علينا هذا الأمرُ الجاحظ 2ث

معهد المنتزه 2022-2023

الموضوع:

إمامُ البخل يقنعُ الجماعةَ بحسن تدبيره ويمنحُها درسًا ثمينا في حمايةِ المال الخاصّ مِن الطّامعين.

الأقسامُ:

1- البداية  البلاء: الحيرةُ.

2- البقيّة: اِنجلاءُ الحيرة.

الألفاظُ:

- النَّصَبِ: مصدرٌ (الفَعَلِ) فعلُه (نَصِبَ):  التَّعَبِ، الإِعْيَاءِ، الإِجْهَادِ.

- هَرْتًا: مصدرٌ (فَعْلاً) فعلُه (هَرَتَ):  تَـمْزِيقًا، شَقًّا.

- نَتْرَةً: اسمُ مرّة (فَعْلَةً) فعلُه (نَتَرَ):  جَذْبَةً شَدِيدَةً، قَذْفَةً عَنِيفَةً.

الشّرح:

1- الحيرة:

- كان مأتى حيرةِ البخلاء "المصلحين" أنْ رأوْا إماما كأبي سعيد يُفسد مالَه بلا موجِب مع أنّه أكثرُ الجماعة التزاما بمذهبِ "الجمع والمنع": لا أحدَ توقّع منه ذلك.

- خاف هؤلاء أن تسريَ عدوى التّبذير بين عناصرهم. فقرّروا محاورةَ إمامِهم سعيًا للفهمِ ورغبةً في إزالةِ الحيرة.

2- انجلاءُ الحيرة:

- لم يجرؤ الحائرون على اتّهامِ إمامَهم بالتّبذير صراحةً احتراما لمنزلته الرّفيعة بينهم وثقةً في "صلاحه". ونظّموا اعتراضَاتهم مِن الخوفِ على صحّته وراحته إلى الخشيةِ على ثوبه ونعله.

- اِعترف الإمامُ أبو سعيد بأنّ حرصَه على سلامة ثوبه ونعله أكبرُ مِن حرصه على سلامةِ قدميْه. ثمّ نقضَ، بالحجج الواقعيّة والطّبّيّة والمنطقيّة، اعتراضات الحائرين واحدا فواحدا كاشفا الخللَ الّذي يَشوبها: أثبتَ أنّ سلوكَه حكيمٌ يختزل الجهدَ ويؤدّب الـمَدينَ ويحذّر الطّامعين الـمُحتمَلين في ماله.

التّقويم:

- تألّف الحوارُ مِن طِرادتيْن طويلتيْن: أُولاهما استفسارٌ وتحيّر واتّهام، ثانيتُهما إخبارٌ وتعليل وتلقين. ودلّتا على رغبةِ البخلاء في تطويرِ مذهبهم وفي تبادلِ الخبرة بجدٍّ وصبرٍ جميل.

- لم يكتم الإمامُ "علمَه" لأنّه مَعنـيٌّ بصلاح إخوانه وحريصٌ على نفعِهم. فـــتضامنُ البخلاء مع بعضهم بعضا ظاهرةٌ رائجة في نوادرِ الجاحظ.

عمَـــلا موفّـــقا