الخميس، 6 أكتوبر 2016

شرح نصّ: (ثلاثٌ هُنّ مِن عِيشةِ الفتَى، طرفة)، محور 1: (الشّعر الجاهليّ)، 2016-2017



الأستاذة: فوزيّة الشّطّي، شرح 'ثَلاثٌ هُنَّ مِنْ عِيشَةِ الفَتَى'، طرفةُ، 2آ، ق.حنّبعل، 16-2017
الموضوع:
يَستعْرِضُ طرفةُ خِصالَ الفُتُوَّةِ الجاهليّةِ مُفتخِرا بِحيازتِه إيّاها.
الأقسامُ:
1- ب1: الإجمالُ.
2- البقيّةُ: التّفصيلُ.
الألفاظُ:
- حَلاَّلٍ: صيغةُ مبالغةٍ (فَعَّالٍ) فعلُها (حَلَّ): سَاكِنٍ، قَاطِنٍ، مُلازِمٍ.
- رَجَّعَتْ: فعلٌ ثلاثيّ مزيد (فَعَّلَتْ) جذرُه (ر.ج.ع): رَدَّدَتِ صَوْتَهَا فِي حَلْقِهَا مُنَغَّما.
- مُـحَنَّبًا: اِسمُ مفعول (مُفَعَّلاً) فعلُه (حَنَّبَ): مُقَوَّسَ الظَّهْرِ، مُنَكَّسًا، مُنْحَنِيًا.
الشّرح:
خِصالُ الفتوّة حسَبَ طرَفة:
- يَعتبرُ الشّاعرُ نفسَه النّموذَجَ الأوفَى للفُتوّة حتّى إنّه لا يكادُ يرى فتًى غيرَه.
- يزعمُ طرفةَ أنّه يجالسُ عِليةَ القوم. فهو شريفُ النّسبِ مقدامٌ لا يخشى الأعداءَ. وهو سخِيٌّ لا يتجنّبُ الضّيوفَ. إنّما يهُبّ لإجارة (مساعدة) كُلَّ مُستغِيث.
يفخرُ بكونِه يرتادُ الخمّارات ليُكرِمَ نفسَه بأجْودِ الخمُور صحبةَ أفضلِ النّدمانٍ وأجملِ القِيان.
يتباهَى بإنفاقه المالَ قديـمَه وجديدَه في الملذّات.
- يشكُو طرفةُ جوْرَ قبيلتِه الّتي رفضتْ سلوكَه اللاّهِي.
لـمّا ضيّعَ مالَه كلَّه وعزلتْه القبيلةُ، وفَى له الفقراءُ طلبا للمعروف والأغنياءُ حرصا على رِفْعَةِ مَقامِه.
- الفتوّةُ عنده سلاحٌ ضدّ الفناء. وتُختزَل عنده في شربِ أجودِ الخمور وإغاثةِ كلّ ضعيفٍ وصحبةِ الحسناوات.
التّقويم:
- تُـمثّلُ الفتوّةُ، لِكونِها صفات الكمال الرّجاليّ، موضوعًا فخريّا شائعا في الشّعر الجاهليّ.
- يَجمعُ مفهومُ الفتوّة بين التّمتّعِ بمباهج الحياة وبين الرّغبة في تحدّي الموتِ الفتّاكِ الهادِمِ اللّذّات.
- يُبرزُ الفخرُ الذّاتيُّ اعتدادا صريحا بالنّفسِ وجرأةً على التّمرُّد وقدرةً على التّأمّل في المصير الإنسانيّ المأساويّ: (حتميّة الموت).
ملاحظة:
يجوزُ أيضا تقسيمُ هذا النّصّ قسمةً ثنائيّة حسَب معيار الموضوع:
-  البداية إلى ب11: عيشةُ الفتَى طرفة.
-  البقيّةُ: الدّفاعُ عن الفتوّةِ مذهبا.
الـمهمُّ من التّقسيم هو العثورُ على خيطٍ رابط بين جملِ النّصّ ومعانيه يؤكّد الانسجامَ الدّاخليّ في النّصّ الشّعريّ الجاهليّ.

نسخة PDF قابلة للتّحميل
https://files.acrobat.com/a/preview/fdc6ab9e-575b-4bc2-9eea-c4f6b78c30cd

هناك تعليق واحد:

Faouzia Chatti فوزيّة الشّطّي يقول...

طرَفةُ بنُ العبد: تُوُفّي عامَ 564م. بدّد ثروتَه في الملذّات. فأبعدتْه القبيلةُ. هامَ متشرِّدا إلى أنْ اتّصل بملكِ الحِيرة "عمْرو بن هِند". فمدَحه، ثمّ أغضبَه. فأمر الملكُ بقتله غدرا ليَهجُر الشّعرَ في سنّ 21.
ماذا لو عاش طرفةُ عمرا أطولَ؟ مَاذا كان بإمكانه أن يُنشئَ من نصوص متمرّدة تهجُم على الحياة كَمَنْ يتشوّق إلى المنيّة؟