الخميس، 3 نوفمبر 2016

درس: إنتاج كتابيّ (إنتاج فقرة تحليليّة)، محور: الشّعر الجاهليّ، 2016-2017

أستاذة العربيّة: فوزيّة الشّطّي، إنتاج فقرة حجاجيّة (محور1)، 2 آداب، قرطاج حنّبعل، 16-2017
المنطلقُ: «يُعَبِّرُ وَصْفُ الرّاحِلَةِ عنِ الفَخْرِ الضِّمْنِيِّ البَلِيغِ بِالذّاتِ الشَّاعِرَةِ. كَيفَ ذلكَ؟»
التّطبيقُ: إنتاجُ فقرةٍ حجاجيّة (أطروحةٌ مدعومةٌ + سيرورةُ الحجاجِ + استنتاجٌ).
- خَصّص الشّاعرُ الجاهليّ 'طرفةُ بنُ العبْد' عدّةَ أبياتٍ من مُذهَّبتِه لوصفِ الرّحلةِ والرّاحِلة النّاقةِ. وقد عبّر هذا الوصفُ المفصَّلُ عن الفخر الضّمنيّ البليغ بالذّاتِ الشّاعرة. فكيف تجلّى ذلك في المعلَّقة الفخريّةِ؟
- اِمتدحَ شاعرُنا ناقةً نموذجيّةَ الخصالِ لا نقيصةَ فيها. إذْ جَمعتْ بين ضخامةِ البِنْية وصلابةِ الطّبْع وشدّةِ الصّبر على مَشقّة الارتحال وبين دقّةِ الحواسّ سمعا وبصرا وحدْسا. فسفينةُ الصّحراء هذه «جَمَالِيّةٌ وَجْنَاءَ» تامّةُ الخِلْقةِ. وهي تسيرُ «عَوْجَاءَ مِرْقَالا» حاملةً صاحبَها أَنَّى شاءَ ومتى أرادَ. وقد فَخرَ طرفةُ بسَمْعِ ناقته الّذي يُشبه 'جرسَ إنذار' يحمِي المسافرَ في فضاءٍ شاسع مُوحِش قفْرٍ لا أنيسَ فيه ولا مُغِيثَ. فقال:
«وَصَادِقَتَا سَمْعِ التَّوَجُّسِ لِسُّرَى ® ® ®  لِهَجْسٍ خَفِيٍّ أَوْ لِصَوْتٍ مُنَدِّدِ».
ثُمّ إنّ ناقةَ الشّاعر جَمُوحٌ فيّاضةُ النّشاط عسيرةُ الانقياد. لكنّ صاحبَنا صيّرَها مُطيعةً حسنَةَ التّرويض تسيرُ حسْبَ مشيئَته وتقفُ حيث أمرَ. شاهدُنا على ذلك قولُه مُتغنِّيا بصلابةِ النّاقة ومُفتخِرا بمهارتِه في تَطْوِيعِها:
«وَإِنْ شِئْتُ لَمْ تُرْقِلْ، وَإِنْ شِئْتُ أَرْقَلَتْ ® ® ® مَـخَافَةَ مَلْوِيٍّ مِنَ القَدِّ مُـحْصَدِ».
إنّ ناقةً بهذه الصّفاتِ لا يَـمتلكُها إلاّ سيِّدٌ رفيعُ المقامِ وفيرُ المالِ ولا يَتحكّمُ بها إلاّ فتًى شديدُ البَأسِ قويُّ العزْمِ. فهي صورةٌ من صاحبِها جمالا وكَمالا. والتّغنّي الصّريحُ بها يُعَدُّ فخرا لطيفا بالنّفس.

عمـــــــــــــــــــــــــــــــلا موفّــــــــــــــــــــــــقا

ليست هناك تعليقات: