الخميس، 12 يناير 2017

التّدريب 1: (التّحليل الأدبيّ)، محور 1: (الشّعر الجاهليّ)، نصّ: (الخنساء)، الإصلاح، 2016-2017


أســــتاذة العربـيّة: فوزيّة الشّـــطّيالتّدريب1 على التّحليل الأدبيّ
2 آداب: 1 + 2 معهد قرطاج حنّبعل 2016.12.23
        قَالتِ الشّاعرةُ الجاهليّةُ 'الـخَنْسَاءُ' في رِثاء أخِيها 'صَخْرٍ' الّذي قَضَى مَقتولا: (بحر الطّويل)                                                                                           
1-                  لَقَدْ صَوَّتَ النَّاعِي بفَقْدِ أَخِي النَّدَى v نِدَاءً لَعَمْرِي، لاَ أَبَا لَــــــــكَ، يُسْـــــــــمَعُ
2-                  فَقُمْتُ وَقَدْ كَادَتْ لِرَوْعَةِ هَلْـــــــــــــــــــــــــــــــكِهِ v وَفَزْعَـــــــتِهِ نَفْسِي مِنَ الـحُزْنِ تَتْــــــــــــــبَعُ
3-                  إِلَيْهِ كَأَنِّـي حَوْبَةً وَتَـخَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــشُّعًا v أَخُو الـخَمْرِ يَسْمُو تَارَةً ثُـمَّ يُصْــــــرَعُ
4-                  فَمَنْ لِقِرَى الأَضْيافِ بَعْـــدَكَ إنْ هُــــــمُ v قُبَالَكَ حَلُّوا ثُـمَّ نَادُوا فَأَسْــــــــــــــــــــــــمَعُوا
5-                  كَعَهْدِهِمِ إِذْ أَنْتَ حَــــــــــــــــــــــــيٌ وَإِذْ لَــهُمْ v لَدَيْكَ مَنَــــــــــــــــالاَتٌ وَرِيٌّ وَمَشْــــــــــــــــــــــبَعُ
6-                  وَمَنْ لِـجَليسٍ مُفْحِــــــــــــــــــــــــــــــــشٍ لِـجَلِيسِهِ v عَلَيْـــــــــــــــــهِ بِـجَهْـــــــــــــــلٍ جَاهِدًا يَتَسَــــــــــرَّعُ
7-                  وَلَوْ كُنْتَ حَــــــــــــــــــــــيًّا كَانَ إِطَفَاءُ جَهْـــلِهِ v بِـحِلْمِكَ فِي رِفْقٍ، وَحِلْمُكَ أَوْسَــــعُ
8-                  وَكُنْتُ إِذَا مَا خِفْــــــــــــــــتُ إرْدَافَ عُسْرَةٍ v أَظَــــــــــــــــــــــلُّ لَــــــــهَا مِنْ خِيفَةٍ أَتَقَـــــــــــــــــــــنَّعُ
9-                  دَعَوْتُ لَـهَا صَخْرَ النَّـــــــــــــــــــدَى فَوَجَدْتُهُ v لَــهُ مُوسِرٌ يُنْفَى بِهِ العُسْــــرُ أَجْــــــــمَعُ.
) % الموسوعةُ العالميّة للشّعر العربيّ % (
-        الشّرح المعجميّ:
النّاعي: الّذي يَأَتِـي بِـخَبَرِ الـمَوْتِ® النَّدَى: السَّخَاءُ والكَرَمُ® لَعَمْرِي: صِيغَةُ قَسَمٍ® لاَ أَبَا لَكَ: صِيغَةُ دُعَاءٍ بِالشَّرِّ لاَ تُعَيِّنُ مُخَاطَبًا مُـحَدَّدا® الرَّوْعَةُ: الفَزْعَةُ، الصَّدْمَةُ الفَاجِعَةُ® الـهَلْكٌ: الـهَلاَكُ، الـمَوْتُ® حَوْبَةً: حُزْنًا وَوَحْشَةً® تَـخَشُّعًا: تَضَرُّعًا® يَسْمُو: يَرْفَعُ بَصَرَهُ® القِرَى: حُسْنُ إِكْرَامِ الضّيْفِ® الـمَنَالاَتُ: العَطَايَا والـهَدَايَا® الرِّيُّ: كُلُّ مَا يُشْرَبُ® الـمَشْبَعُ: الأَكْلُ حَدَّ الشَّبَعِ® الـمُفْحِشُ: الـمُعْتَدِي عَلى غَيْرِهِ بِكَلاَمٍ بَذِيءٍ قَاسٍ® الـجَهْلُ: الـحُمْقُ والغِلْظَةُ والسَّفَهُ وخِفَّةُ العَقْلِ® الـحِلْمُ: العَفْوُ عِنْدَ الـمَقْدُرَةِ عَلَى العِقَابِ® العُسْرَةُ: العُسْرُ وَالضِّيقُ وَالشِّدَّةُ® الـخِيفَةُ: الـخَوْفُ وَالفَزَعُ® أَتَقَنَّعُ: أَتَـخَفَّى® الـمُوسِرُ: السُّهُولَةُ واللِّينُ والتَّوْفِيقُ®
-        حلّلْ هذا النّصّ تحليلا أدبيّا مسترسلا مستعينا بالأسئلة التّالية:
-                  لِـمَ اسْتَعَادَتِ الرَّاثِيَةُ لَـحْظَةَ تَلَقِّيهَا الـخَبَرَ الفَاجِعَ؟
-                  كَيْفَ صَوَّرَتِ الخَنْسَاءُ تَفَجُّعَهَا عَلَى أَخِيهَا؟
-                   مَا الخِصَالُ الَّتِي حَرِصَتِ الأُخْتُ الـمُلْتَاعَةُ عَلَى تَعْدِيدِهَا؟
-                  جَعَلَتِ الخَنْسَاءُ مَقْتَلَ صَخْرٍ خَسَارَةً فَادِحَةً لِـجَمِيعِ أَبْنَاءِ القَبِيلَةِ. بَيِّنْ ذَلِكَ.
J عَمَــــــــــلاً مُوَفَّـــــــــــــــــقًا J
………………………………………………………………………
مبادئ منهجيّة عامّة
1-     مقدِّمةُ التّحليلِ الأدبيّ هي فقرةٌ متكاملة تتّصلُ بالنّصّ مباشرةً منذ جُملتِها الأُولَى، ولا تنقسِم إلى ما يُسمّى 'مقدِّمة عامّة' و'مقدِّمة خاصّة'. [حتّى مقدِّمةُ المقال الأدبيّ لا تحتاجُ هذه القسمةَ التّعسُّفيّة].
[مثال: نَتناولُ بالتّحليل الأدبيّ نصّا شعريّا رثائيَّ الغرضِ، نُظِم على بحر الطّويل، والتزمَ العينَ روِيّا. ألّفتْه الشّاعرةُ الجاهليّة 'الخنساء'. وقد انتُخِب هذا النّصُّ من المصدر الإلكترونيّ 'الموسوعةُ العالميّةُ للشّعرِ العربيِّ'. أمّا موضوعُه فيتمثّلُ في... وأمّا تقسيمُه فاخترناه ثنائيّا حسْب معيار المعاني الرّثائيّة. وهو...].
2-      في التّحليل الأدبيّ تكون جميعُ الشّواهد مِن النّصِّ المحلَّل نفسِه. وكلُّ شاهد مِن خارجه يُعتَبر إسقاطا وخروجا عن الموضوع. والجوهرُ، كما هو الحالُ في المقال الأدبيّ، هو القسمُ الوحيدُ الّذي يحوي الشّواهدَ القوليّة. أمّا المقدِّمةُ والخاتمةُ فتؤدّيان وظائفَ خاصّةً ولا مكانَ فيهما للشّواهد.
………………………………………………………………………
 | التّخطيطُ المفصّلُ |
1-          المقدّمة: تؤدّي المقدّمةُ ثلاثَ وظائفَ رئيسةٍ:
أ‌-              تعريفُ النّصّ: غرضُه الرّثاء، بحرُه الطّويل، رويُّه العينُ، صاحبتُه: الشّاعرةُ الجاهليّة 'الخنساءُ'، مصدرُه 'الموسوعةُ العالميّةُ للشّعرِ العربيّ'...
ب‌-        موضوعُ النّصّ: تتفجّعُ الخنساءُ على أخيها القتيلِ مُعدِّدَةً جميلَ خصالِه.
ت‌-        أقسامُ النّصّ: قِسْمانِ حسْب معيار المعاني الرّثائيّة: البداية ! البيت 3: التّفجُّعُ + البقيّة: التّعديدُ.
2-          الجوهر:
أ‌-              قسمُ التّفجُّع: [ب1!ب3]:
-      اِستعادةُ لحظةِ تلقّي الخبر المأساويّ: كأنّها لَـمَّا تُصدِّقْ ما سمِعتْ أو لا تُريدُ أن تُصدّقَ.
-      (القَسَمُ: إنشاءٌ غيرُ طلَبيّ + الدُّعاء: إنشاءٌ طلَبيّ): تُعبّر الأساليبُ الإنشائيّةُ عن الانفعالِ النّفسيّ السّلبيّ.
-      صوّرت الرّاثيةُ ردّةَ فعْلِها تجاهَ المأساة: (الصّدمةُ، الفزعُ، الألمُ شبهُ القاتل) تمنّت اللّحاقَ بالفقيد إلى مَثْواه الأخيرِ. إذْ لا معنى لحياتها بعدَه.
-      التّشبيهُ التّمثيليّ: شَبّهتْ نفسَها وقدْ استولَى عليها الفزعُ والحزنُ والوجَعُ بعد تلقِّيها الخبرَ بشارب الخمْرِ الّذي سَكِرَ حتّى ما عادَ يتماسكُ أو يتحكّمُ في جسدِه. لقدْ 'أسْكرَتْها' الفاجعةُ.
! الأسلوبُ الخبريّ (الـمُثْبَت: الإنكاريّ، الابتدائيّ): يستعيدُ الحدثَ ويُصوّر تفاعُلَ الرّاثية معه.
! الأسلوبُ الإنشائيّ (القَسمُ، الدّعاءُ): يبيّنُ الحالةَ النّفسيّة الممزَّقة بين التّصديق والتّكذيب.
ب‌-        قسمُ التّعْديد: [ب4!ب9]:
-      الاستفهامُ الإنكاريّ: الحيرةُ على مصير النّاس (الجياع، عابرُو السّبيل، المسافرون...) الّذين اعتادُوا حسنَ الوفادة لدى الـمَرْثيّ السَّخِيّ: 'الأضياف' في صيغة الجمع المطلَق.
-      ! اِستحضارُ أفضالِ الفقيدِ الّذي كانَ واسعَ العطاءِ في الطّعام والشّراب والهدايا مع جميعِ الوافِدِين عليه.
-      كانَ صخرٌ حكيما رصِينا يَـمنعُ الـمُفْحِشَ البذيءَ اللّسانِ من الاعتداء على غيره.
-      ! هو سيّدٌ في قومه، صوتُه مسموعٌ، وسلطتُه نافذة حتّى مع ضِعافِ العقْلِ والخُلُقِ.
-      كانَ المرْثيُّ حليما صبُورا واسعَ الصّدر: ينزلُ قولُه 'بردا وسلاما' على الأحمقِ الغليظ الحانقِ.
-      التّعبيرُ المجازيّ: 'النَّدَى' كنايةٌ عن الجودِ = السّخاء = الكرمِ = العطاء.
-      الأختُ الرّاثيةُ تستعيدُ مزايا الأخِ الرّاحل عليها: كان يُطرد عنها كلَّ عُسر مُخيفٍ مُحرِج، يفكُّ أزماتِها في أسرعِ وقتٍ، يُعيد إليها الإحساسَ بالأمان...
-      ! تُقدِّمُ الخنساءُ 'شهادةَ عِيانٍ' على صدقِ ما نُسِب إلى الفقيدِ من جميلِ الخصالِ ونبيلِ الفِعال.
-      ! موتُ صخرٍ خسارةٌ عُظمَى للقبيلة عامّةً وللأختِ خاصّةً.
-      ! يُـمثِّلُ التّعديدُ حجّةً على صدقِ التّفجُع وعلى 'مشروعيّته': ليس من اليسيرِ القبُولُ بفناءِ فتًى بهذا الكمالِ الأخلاقيّ والإنسانيّ.
3-          الخاتمة:
-      الاستنتاجُ: خضعتْ هذه المرثيّةُ للثّنائيّة اللاّزمة المتكاملة: التّفجّع والتّعديد. + اِحتفتْ بالقيم الأخلاقيّة المتّفق عليها (سخاءٌ، شجاعة، حِلمٌ...)
-     فتحُ الآفاق: هل أتتْ جميعُ مراثي الخنساءِ على هذا المنوال الثّنائيّ؟ + أتكونُ المرثيّةُ الخنْسائيّةُ نموذجا للمراثِي في الشّعر الجاهليّ؟ إلى أيِّ مدًى عبّر غرضُ الرّثاء عن إحساسِ الإنسان الجاهليّ بمأساةِ الفناء الأبديّ؟
J عَمَــلاً مُوَفَّــقًا J

ليست هناك تعليقات: